الادب الاسلامي:
الأدب الإسلامي.. مفهومه وخصائصه[عدل]ليس من باب المصادفة أن يكون رجالات الإسلام وعلماؤه وفلاسفته وقواده من أكثر الناس اهتماما وممارسة لفن الأدب شعرا ونثرا، ولنا في أقوال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لحسان بن ثابت شاعر الإسلام الأول الأسوة: "نافح عنا وروح القدس يؤيدك"، "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس"، "اهجهم، وجبريل معك"(2). كما تجد نفس الأمر عند كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وحمزة بن عبد المطلب، أجمعين ثم الشافعي وابن سينا وابن المقفع والجاحظ وغيرهم، عربا وعجما، قديما وحديثا، تراوحت مذاهبهم بين من يهتم بنفعية الأدب وفائدته، وبين من يؤثر جمالياته وتأثيرته، وثالث يجمع بين الغرضين. ومن ثم وجدنا نظريات نقدية رائدة: "نظرية الإسلام في النقد" لمحمد عبد السلام الجمحي.
وحديثا منذ الكتابات الأولي للعلامة أبو الحسن الندوي حيث دعا إلي إقامة "أدب إسلامي"، وجهود الشاعر الفيلسوف محمد إقبال في هذا المنوال، ومنافحات أديب الإسلام والعربية مصطفى صادق الرافعي، ثم كتابات الأستاذ سيد قطب الأدبية الرصينة، ثم تلاه محمد قطب في: "منهج الفن الإسلامي"، ثم نجيب الكيلاني: "الإسلامية والمذاهب الأدبية"، وخطوات د. عماد الدين خليل الرائدة علي هذا الطريق وكتابه "النقد الإسلامي المعاصر"، ثم ولادة رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وكذلك إنشاء جوائز عالمية للترجمة من العربية وإليها جائزة مكتبة الملك عبد العزيز العامة للترجمة، لتؤكد عالمية هذا الأدب ومفهومه وجمالياته، وعلاقته بسائر الإبداعات العالمية قديمها وحديثها.
ويمكن إيجاز مصطلح ومفهوم الأدب الإسلامي علي النحو التالي: "انه تعبير فني جميل مؤثر، نابع عن ذات مؤمنة، يترجم عن الحياة والإنسان والكون وفق الأسس العقائدية للمسلم، وباعث للمتعة والمنفعة، ومحرك للوجدان والفكر، ومحفز لاتخاذ موقف والقيام بنشاط ما(3).
وهو ليس بأدب فترة كذلك، فمصطفي صادق الرافعي في تاريخ آداب العرب: نقد التقسيم السياسي للأدب "من عصر النبوة ـ حتي بني امية" فهو حسب رأيه لا يليق بآدابنا، إذ إن الأدب العربي موصول الحلقات متكامل ومترابط برباط قوي هو اللغة العربية.. لذا فالأدب الإسلامي ليس أدب فترة، يتحدد بفترة زمنية معينة، بل يتحدد أكثر ما يتحدد بالفكرة والجمال، فالفكرة تحدد إسلامية العمل الأدبي، والجماليات تحدد إبداعية الأدب. كما إنه أدب فطرة يقوي ويضعف بقوة وضعف الفطرة السلمية، وهو يستجيب لها في صحتها واعتلالها، لذا فهو أدب واقعي وإنساني وعالمي يأتي أشمل من الأدب الديني الذي يجعل موضوعه ومحوره الدين، فالأدب الإسلامي أدب مفتوح أمام موضوعات شتي فصلها سيد قطب في كتابه: "في التاريخ: فكرة ومنهاج"، وطرحها محمد قطب في: "منهج الفن الإسلامي"(4).